Monday 25 June 2007

نازك الملائكة...ملاك الشعر العربي الحديث (1من 2)ـ

رائدة الشعر الحر...إبنة عائلة الملائكة التي سميت بالملائكة من قبل جيرانهم بسبب ما كان يسود بيتها من هدوء و سكينه و انتقل هذا الاسم بالتالي للأجيال اللاحقه و التي وافتها المنيه يوم الاربعاء 20-06-2007 في القاهره عن 84 عاما من الثقافه و الشعر و المنفى و النسيان...جاء هذا الموضوع بناء على طلبكم أحبائي و الذي أتشرف بتلبيته لكم ...ففي الاسطر بعض من سيرة نازك الملائكة
الولاده في بيت أدبي...و مشوار الدراسه
ولدت نازك صادق الملائكة في بغداد يوم 23-08-1923 تحديدا في محلة العاقوليه في بيت أمضى حياته في الشعر و الأدب و الثقافه..فقد كان والدها صادق الملائكه استاذ النحو في الثانوية المغرم باللغه العربيه و الفقه و الشعر و المنطق و الذي خلف من ورائه عدة مؤلفات و أهمها على الاطلاق كان موسوعة معارف الناس التي نشرت في عشرون مجلدا...و كانت والدتها التي انجبتها في سن الرابعة عشرالشاعره سلمى عبدالرزاق و التي كانت تنشر أشعارها في الصحف و المجلات العراقيه باسم (أم نزار المائكه) ...فكانت تلك البيئه التي نشأت بها من ستكون في وقت لاحق رائدة الشعر العربي الحديث
.
كانت نازك المولوده الأولى لأبوين أنجبا من بعدها أربعة بنات و ولدان ...و سميت بنازك من قبل جدها تيمنا بالثائرة السورية نازك العابد التي كانت تملأ اخبارها الصحف لقيادتها ثورة العشرينات ضد السلطات الفرنسيه فرأى جد الطفلة ان تسمى نازك اكراماً للثائرة وتيمناً بها وقال : "ستكون ابنتنا نازك مشهورة كنازك العابد ان شاء الله."
قضت نازك سنوات صباها بين أسرتها التي اكتشفت نبوغها الشعري مبكرا حيث قد بدأت نظم الشعر وحبه منذ سنوات طفولتها الاولى، حيث أنها في مذكراتها قد ذكرت انها قد سمعت ابويّ وجدي يقولون عني انني "شاعرة" قبل ان افهم معنى هذه الكلمة، لأنهم لاحظوا عليها التقفية، واذناً حساسة تميز النغم الشعري تمييزاً مبكراً. وبدأت بنظم الشعر العامي، قبل عمر سبع سنوات
.
وفي سن العاشرة نظمت أول قصيدة فصيحة، وكانت في قافيتها غلطة نحوية، وعندما قرأها اباها رمى قصيدتها على الارض بقسوة، وقال لها، في لهجة جافية مؤنبة: اذهبي اولاً، وتعلمي قواعد النحو.. ثم انظمي الشعر و جاء في مذكراتها " كانت معلمة النحو في المدرسة لا تميز الفاعل عن المفعول، وسرعان ما اضطر ابي الى ان يتولى تعليمي قواعد النحو بنفسه حين دخلت المتوسطة، وفي ظرف شهر واحد تفوقت على الطالبات جميعاً، وصرت انال اعلى الدرجات.
ولأن نازك كانت موهوبة في الشعر، شديدة الولع بالمطالعة، فاعفاها والداها من المسؤوليات المنزلية، والعائلية اعفاء تاماً، وساعدها ذلك على التفرغ، والتهيؤ لمستقبل ادبي باهر.
تدرجت نازك الملائكة من الابتدائية الى المتوسطه فالثانوية التي تخرجت منها عام 1939 حيث أبدت شغفا كبيرا اللغتين العربية و الانجليزيه و التاريخ و الموسيقى،و قد سمح لها مجموعها أن يدخلها دار المعلمين العاليه التي أخرجت العديد من رموز الأدب و الفكر في العراق مثل بدر شاكر السياب و مظفر النواب و درَس فيها عدد من نخبة المفكرين و الأدباء من أمثال ساطع الحصري و معروف الرصافي و الدكتور علي الوردي
تخرجت نازك من دار المعلمين العاليه عام 1944 و حصلت على ليسانس آداب اللغة العربيه بتقدير إمتياز،و أثناء دراستها في دار المعلمين و تحديدا في عام 1942 بدأت نازك بالانتظام في معهد الفنون الجميله حيث درست في قسم آلة العود و تلقت دروسا في التمثيل و انتمت الى صف لدراسة اللغة اللاتينية فوفقت بين تلك المواد حتى اثناء دراستها في دار المعلمين العاليه حيث كان دافعها الوحيد النهم الشديد لكافة مناهل الفن و الثقافه.
بعد التخرج من دار المعلمين العالية استمرت نازك الملائكه في التعلم و الاطلاع حيث درست اللغات اللاتينيه و الفرنسيه و اللغه الانجليزيه التي أخذت منها نصيب الاسد من وقتها حيث دخلت في العام 1950 المعهد الثقافي البريطاني لدراسة الشعر الانجليزي و الدراما الحديثه حيث أدت امتحان تقيمه جامعه كامبردج البريطانيه و حصلت على شهادة الـProficiency
التي كانت تفوق الحصول على شهادة الليسانس في اللغة الانجليزيه و ذلك في الوقت التي كانت تعمل بالتدريس في كلية التربية في جامعة بغداد
و كان تفوق نازك دافعا لمؤسسة روكفلر الامريكيه لإيفادها الى جامعة برينستون العريقه لدراسة النقد الادبي الانجليزي في نيوجيرسي بالولايات المتحده حيث كانت وقتها جامعه رجالية و ليس من تقاليدها دخول البنات للدراسه فيها و لذلك كانت الطالبة الوحيده في قسمها مما كان مبعث الدهشه للاساتذه و الطلبه على حد سواء
بعد دراستها للنقد الأدبي في جامعة برنستون،ظلت نازك الملائكة في الولايات المتحده و هذه المرة في جامعة وسكونسن التي حصلت منها على درجة الماحستير في الأدب المقارن حيث عادت بعد ذلك لتولي منصب استاذ مساعد في جامعة البصره
يتبع،،،
في الجزء الثاني و الاخير :
- نازك الملائكه ...و ثورة الشعر الحديث
- الثورات تنفي نازك عن ديارها
- الابتعاد و النسيان...ثم الموت.

11 comments:

Aldenya said...

تاريخها حافل بالإنجازات

وهي منبرا عربياً كبيرا

رحمها الله وأسكنها في فسيح جناته

شكرا بواسحق

Shurouq said...

أبو إسحق
للأسف أخبارنا المحلية هاليومين خذتنا هاليومين وما عطينا نازك الملائكة حقها في الرثاء والتقدير

ما قصرت

aldenya
لو صادق الملائكة موجود كان صلح لك تعليقك :)

om-bukhnag-zare :) said...

مساك الله بالخير اخوي بواسحق :)ا

لا عدمنا اناملك :)ا

كل الشكر لك على تقديرك للمبدعين

ورحم الله نازك الملائكة

حافظك الله

Soud said...

يعطيك العافيه على المجهود الرائع

والله يرحمها برحمته

bo9ali7 said...

شكرا عزيزي
بانتظار الجزء الثاني

عثماني said...

صبحك الله بالخير بو اسحق

وهاهي ترحل عن دنيانا قوافل الادب و الثقافة ... ليحل محلها ...الحثالة

لقد كنت في القاهرة عند رحيل نازك الملائكة ... و كم آلمني عدم معرفة الاخوة المصريين بها ...عندما جمعتني جلسة بمجموعة من الاخوة المصريين المثقفين نوعا ما و فتحت موضوع رحيل نازك ... رد علي احدهم بثقل دم بارد...بتبيع اية دي!!؟

نحن امم لا تستحق الادب

سلمت ... و سلمت يداك يا بو اسحق

و بانتظار باقي الاجزاء

charisma said...

ما قصرت يا بو اسحق
تسلم ايدك
وايد استفدت وتعرفت عليها
الله يرحمها

أبو إسحق said...

aldenya

رحمة الله عليها...و مشوارها كبير في الدراسه و الشعر و العمل

شكرا لج

shurouq

صحيح الاخبار المحليه هي الطاغيه...لكن نازك تستحق الذكر طبعا

شكرا على مرورج

om-bukhnag-zare

الف شكر لج على المرور و التعليق ...و نازك تستاهل

شكرا لج

soud

الف شكر لك عزيزي على التعليق و الاطراء الجميل

تحياتي

bo9ali7

العفو عزيزي بوصالح و شاكر لك عالمرور و التعليق

تحياتي

عثماني

للأسف الجمهور المصري الحالي يتمتع بالانغلاق على ثقافته المحليه و كفى..توجه سائد من بعد كامب ديفيد فمو غريب جهلهم بها

شكرا لك عزيزي عالمرور و التعليق

charisma

الف شكر لج على المرور و الاطراء اللي هو دافع لتقديم ماهو افضل انشالله

شكرا لج


تحياتي ،،،

Unknown said...

شاعرة الرافدين جميلة جدا برقي شعرها
ولذته

كنت فعلا استمتع بالعديد من الشعراء العراقيين لقوة الكلمات المستخدمة

لديهم

يعطيك العافية بو اسحق

sologa-bologa said...

تسلم حبيبي على هذا المجهود الطيب
ويعطيك ألف عافية

وبانتظار الجزء الثاني على أحر
من الجمر والسعير

ودمتَ بحب وود

أبو إسحق said...

mishari

شكرا عزيزي على المرور و التعليق ... وفعلا ... و كأن شعراء العراق جميعا قد نهلوا من شعر المتنبي فتمتعوا بالجزاله و الفصاحه في اشعارهم فما تقرأ للسياب او بلند الحيدري و الرصافي و الجواهري الا و انت تبحر في بحر من الجمال اللغوي البديع

شكرا لك

sologa-bologa

شكرا لك عزيزي على المرور و الاطراء الجميل و ارجو من الله ان ينال الجزء رضاك

شكرا لك