Wednesday 25 July 2007

أحمد مطر...شاعر الحرية (1 من 2)ـ



ثائر في كلماته،ساخر في ألفاظه و مؤلم بشجونه...كيف لا و هو الذي يكتب عن الشعوب و الحكام في منطقته؟ كيف أصبحت كلماته كالرصاص و التي جعلته في بداية العشرينات من عمره هاربا من وطنه و مطرودا من منفاه الذي أحبه الى الهجره القسريه مع رفيق دربه الذي عبّر أيضا عن الهم المشترك لكن بالريشه عوضا عن المشاعر و القلم (ناجي العلي)ـ ...أنه أحمد المطر ، الذي سيحكي لنا سيرته و أفكاره و خواطره شعرا

الفَرْدُ في بِلادِنا
مُواطِنٌ.. أو سُلطان
لَيسَ لَدَيْنا إنسان
!



ولد أحمد مطر في البصره و تحديدا في قرية التنومه في بداية الخمسينات و ترتيبه هو الرابع بين اخوانه و اخواته العشره، و بعد ولادته بسنوات قليله انتقل و اسرته الى محلة الاصمعي في البصره حيث بدأ كتابة الشعر التي كانت رومانسيه و غزليه و كانت بداياته في الشعر في عمر الرابعة عشرة.


كغيره من شباب جيله الذي تابع تعدد الأفكار و الايدلوجيات سواء أكانت عربيه أم اجنبيه،كانت بداية اهتمام أحمد مطر بالسياسه مع قراءته لجميع التيارات الدارجه في وقته كالقوميه و البعثيه و الشيوعيه.



كان الوضع العربي بعد حرب 1967 عظيم الأثر على أحمد مطر الذي ارتاع من علاقة السلطات بالشعوب حيث بدأ في فتره مبكره من عمره في كتابة ما يشعر به مفضلا بذلك الكتابه عن الصمت..ومن أوائل ما كتب في بداياته في الشعر السياسي :


حين ولدت..الفيت على مهدي قيدا


ختموه بوشم الحرية و عبارات تفسيرية


يا عبد العزى.. كن عبدا



تبلورت الافكار في عقل أحمد مطر من اتون الحب الى اتون الثورة وشتان بين الاثنين،حيث ذكر في احدى مقابلاته القليله و النادره "القيت نفسي مبكرا في دائرة النار، وعندما تكشفت لي خفايا الصراع بين السلطة والشعب، لم تطاوعني نفسي على الصمت وارتداء ثياب العرس في المأتم."


و مما لم يكن قادرا على كتمانه هو شعوره بمحنة المواطن العراقي الذي اصبح الوطن بالنسبة له كالزنزانه و السجان هو صاحب السلطه حيث قال :


المرء في اوطاننا


معتقل في جلده..


منذ الصغر


وتحت كل قطرة من دمه


مختبئ كلب اثر


بصماته لها صور


انفاسه لها صور


احلامه لها صور


المرء في اوطاننا

ليس سوى إضبارة

غلافها جلد بشرايين المفر؟

اوطاننا قيامة..لا تحتوي غير سقر

والمرء فيها مذنب

وذنبه لا يغتفر..

اذا احس او شعر

يشنقه الوالي.. قضاء وقدر!

اذا نظر.. تدهسه سيارة القصر

قضاء وقدر!

اذا شكا.. يوضع في شرابه السم

قضاء وقدر!

كان أحمد مطر متيقنا أنه لن يحصل على المديح على أشعاره من السلطه ...لكن ما حصل عليه كان أكثر مما توقع..كان التهديد بالويل و العقاب..لكن أحمد مطر لم ينتفض أو يغضب على ردودهم عليه..و لا من تزايد جور من هجاهم..بل انتفض لشيئ مازال يشغل باله و ظل أملا يداعبه ...و هو التعبير و بحرية عما يجول في خاطره حيث رد على من لم يعجبهم شعره و ثورته

لمن نشكو مآسينا؟

ومن يصغي لشكوانا ويجدينا

أنشكو موتنا ذلا لوالينا؟

وهل الموت سيحيينا؟

قطيع نحن.. والجزار راعينا!!

ومنفيون.. نمشي في اراضينا

ونحمل نعشنا قسرا.. بأيدينا

فوالينا (ادام الله والينا)

رآنا امة وسطا..

فما ابقى لنا دنيا..

ولا ابقي لنا دينا!!

يتبع ....

في الجزء الثاني و الاخير :

دمعة حيرى على خدك تمشي ياكويت!

حبيب الملاعين !-

- عِراقُكمْ ذاكَ لَكُـمْ وَلي أنا عِراقي !






11 comments:

AuThoress said...

لــي مع أحمد مطر محطّات غريبة... وتذكرت وانا أقرؤك/أقرؤه هنا، انني في الاسبوع الثالث من تحرير العراق في الـ 2003 ، أعدت قراءة ديوانه، لافتات 7

وأذكر تماما قصيدته الصغيــــرة جدا، إذ تقول :

إضاءة
------

يــُخيـّم الصباح
فأرفع الســتار َ عن نافذتـــي
وأشعل المصباح !؟

:) أحمد مطر، سحــر خاص، قد لا يروق للبعض، انما هو لا يشبهه أحــد

شكرا بحجم التهكم الذي تتركه أشعار هذا المجنون الجميل :)

Unknown said...

دمعة حيرى من اقوى ما كتب عن الكويت

احمد مطر غير ولافتاته كانت من اجمل ما وضع بالشعر الحديث
ولكن للامانة هو للشعر السياسى جميل
ولكن من اهواه فائق عبدالجليل رحمة الله عليه

bo9ali7 said...

sha59yah mu2athrah
o ash3aar tab3th fe alnafs a7ases '3reebah
shukran abo es7aq

magnoonah said...

من قدي فعلا من قدي


عساني اردها لك بافراحك


فعلا ابدعت وتسلم ايدينك

ادري تعبتك معاي


ومثل ما توقعت اسلوبك راح يكون خيالي واختياراتك ولا اروع وما راح احصل احد يعرفني على احمد مطر مثلك وبهالطريقه المثاليه

ما انكر اني قريت عنع الا انه الي حصلته كانت مختصرات ما استفدت منها الكثير

فعلا عاجزه ومو عارفه شلون اشكرك

بس ما اقول الا

يعطيك الف الف الف الف عافيه
:)

اما احمد مطر فهو انسان بكل معاني الكلمه الا انه اختلف عن البشر بتمسكه بشي الغالبيه تنازلوا عنه وهو


الحريه
حريتك انت يا انسان


بزمن كلنا مساجين للظروف الي نعيشها

مني له
اقف احتراما لانسان رفض القيود رغم الظروف

واكثر عجبني ومحتفظه فيه من اشعاره
دمعة على جثمان الحرية


أنـا لا أكتُبُ الأشعـارَ
فالأشعـارُ تكْتُبـني
أُريـدُ الصَّمـتَ كي أحيـا
ولكـنَّ الذي ألقـاهُ يُنطِقٌـني
ولا ألقـى سِـوى حُزُنٍ
على حُزُنٍ
علـى حُزُنِ.
أَأكتُبُ "أنّني حيٌّ" على كَفَني؟
أَأكتُبُ "أنَّني حُـرٌّ"
وحتّى الحَرفُ يرسِـفُ بالعُبوديّـهْ؟
لقَـدْ شيَّعتُ فاتنـةً
تُسمّى في بِـلادِ العُربِ تخريبـاً
وإرهـاباً
وطَعْناً في القوانينِ الإلهيّـهْ
ولكنَّ اسمَهـا
واللـهِ
لكنَّ اسمَها في الأصْـلِ
.. حُريّــهْ !


تسلم ايدينه وايدينك
فعلا انت استاذ

اعتذر على الاطاله

تحياتي

بوغازي said...

الله الله الله الله... أحمد مطر يستحق أن تقف له كل الشعوب العربية وقفة إجلال وتقدير على مواقفه وتضحياته... ولكن هذا الشاعر العظيم لا يريد هذه الوقفه لأنه لم يقدم هذا الشعر وتلك التضحيات لينال عليها الشكر والثناء... ولكنه قدم ما قدم ليستنهض الضمير في نفس هذه الأمة... وكما قال أحد الشعراء في وصفه للسان حال شهيد يكلم المتباكين حوله:
"فأجابني البطل المسجى.. هازئا بي باقتراحي
كفكف دموعك.. ليس في عبراتك الحرى ارتياحي
هذا سبيلي
إن أردت محبتي فاحمل سلاحي"ا
فهل نسير على الدرب الذي سار عليه؟
.
شكرا جزيلا لاختيارك المتميز لهذا الشاعر... ودمت حليفا للتميز
:)

om-bukhnag-zare :) said...

صبحك الله بالخير :)ا

اختيار متميز لشاعر مبدع وساخر
ابحرت مع أول لافتاته في 84 فأدمنتها
ولازالت قصيدته لغز محفورة في ذاكرتي
قالت أمي مرة: يا أولادي عندي لغز من منكم يكشف لي سره : تابوت قشرته حلوى ساكنه خشب والقشرة زاد للرائح والغادي ..قالت أختي:التمره ..حضنتها أمي ضاحكة ..لكني خـنـقـتـني العبرة قلت لها : بل تلك بلادي

وشكرا لإختيارك لهذا الشاعر الثائر الجريء

حافظك الله

Mohammad Al-Yousifi said...

ممتاز

Anonymous said...

شكرا جدا على اختيار هذا الشاعر الثائر الجميل … لقد قرأت له كثيرا بل انا من اشد معجبيه ولقد اعجبتنى له قصيدة جميلة اتمنى ان تقرأوها معى …. عنوانها (حسن)



يقول فيها …………


زار الرئيس المؤتمن
بعض ولايات الوطن
وحين زار حينا
قال لنا …
هاتوا شكاويكم بصدق في العلن
ولا تخافوا احدا ، فقد مضى ذاك الزمن
فقال صاحبي حسن :
يا سيدي :
اين الرغيف واللبن ؟
واين تأمين السكن ؟
واين توفير المهن ؟
واين من يوفر الدواء للفقير
دونما ثمن
يا سيدي
لم نر من ذلك شيئا ابدا
قال الرئيس في حزن
احرق ربي جسدي
أكل هذا حاصل في بلدى ؟
شكرا على تنبيهنا يا ولدي
سوف ترى الخير غدا
وبعد عام زارنا
ومرة ثانية قال لنا
هاتوا شكاويكم بصدق في العلن
ولا تخافوا احدا ، فقد مضى ذاك الزمن
لم يشتك الناس
فقمت معلنا :
يا سيدي :
اين الرغيف واللبن ؟
واين تأمين السكن ؟
واين توفير المهن ؟
واين من يوفر الدواء للفقير
دونما ثمن
معذرة يا سيدي …
واين صاحبي حسن ؟؟؟

Shather said...

مجموعه اشعاره جميله تـُخبئ تحت اغطيتها معاني .. اماني .. و قيم


تــُشكــَر على تسليط الضوء على شاعر يستحق الاضواء

:)

Unknown said...

نريد حق البول
لا حق القول

أبو إسحق said...

الف شكر على ردودكم الجميله

authoress

صحيح...لا يشبهه احد...حتى و ان لم يكن يروق للبعض ..الا انهم يتفقون معه في مضمون شعره :)

شكرا لج :)

mishai

دمعة حيرى من اجمل ما كتب في الكويت..و في احدى مقابلات احمد مطر سأل عنها و قال انها من قصائده اللي يتذكرها دوما

شكرا لك :)

bo9ali7

حياك الله عزيزي بوصالح و شكرا على الرد :)

تحياتي

magnoonah

لا تعب و لا شي :) ... استمتعت بكتابة البوست و اللي اسعدني اكثر ردج :) و شكرا على الاضافه

تحياتي

بوغازي

اشكرك عزيزي على الاطراء الجميل ..و فعلا احمد مطر يستحق كل تقدير

تحياتي :)

om-bukhnag zare

شكرا لج على الرد الجميل ...و ما اكثر الالغاز في اوطاننا

تحياتي :)

kilama6goog

جياك الله عزيزي و شكرا على المرور و الرد :)

ابو شملان

شكرا لك على المرور و الرد :) ... و قصيدة حسن مؤلمة بقدر السخريه و هذا اللي ميز احمد مطر عن غيره

شكرا لك :)

shather

شكرا لج على المرور و التعليق :)

تحياتي


3ajel

يا خوفي نقولها اذا صارت هالاشاعات صج

شكرا لك :)