تاكسي...حواديت المشاوير (2 من 3)ـ

أتواصل معكم في كتابة ما اخترته لكم من فصول من كتاب تاكسي للاعلامي و الكاتب خالد الخميسي ... و حدوتة اليوم من واقع القوانين في مصر و ليس من الغريب ان يحدث الشي نفسه في الكويت...اخليكم مع الحدوته
:)

حدوته رقم 7

اخترقنا ميدان التحرير..و قد تحول الى ثكنة عسكرية بفضل سيارات الامن المركزي العملاقه و العدد الكبير من الضباط و العساكر،و كان ذلك بعد حوالي الشهر من العملية الانتحارية أو الارهابية أو الغبية أو المتخلفة أو اليائسة التي أدت مقتل منفذها و إصابة عدد من السياح و من ضمنهم إسرائيلي،أدت الى مزيد من الازدحام في القاهره إلى درجة اصبحت لا تطاق

.

أنحرفنا الى شارع رمسيس ففوجئت بصف لا ينتهي من سيارات الامن المركزي مصطفة على يمين الطريق.نظرت مشفقا الى هؤلاء البائسين من عساكر الامن المركزي القصار القامة من سوء التغذية و الذي يبدو عليهم أن البلهارسيا تأكل اجسادهم.. نظر الي احدهم من شباك صغير يشبه شباك الزنزانه نظرة استجداء.وجه لي السائق نظرة ساخرة و سألني

:

- السائق : عرفت يا باشا الحكاية الفظيعة اللي حصلت للضابط امبارح؟

أجبت انا بالنفي فأكمل القصه : (( بيقولك واحد ضابط دخل على العساكر بتوعه في العربيات دي - و أشار الى سيارات الامن المركزي - فمات من الريحة ))!ـ

ثم انفجر ضاحكا . لم أضحك فأكمل هو

:

((انت متصور سعادتك ريحة الغلابة دول في الحر ده و همّا محشورين في العربية دي زي السردين؟ عمّالين يعرّقوا و يجيّصوا..الضابط يا عيني راح فطيس..مات باسفكسيا الخنق))ـ

بدا على وجهي الاستغراب و سألته : حصلت فعلا الحكايه دي؟

السائق : صباح الفل يا باشا .. دي نكته..لقيتك مكشر قلت اضحك معاك شويه

.

أنا : و الله انا مكتئب شوية بس ما كنتش واخد بالي ان شكلي باين عليه للدرجه دي

السائق : ما حدش واخد منها حاجه..طيب اسمع دي..((واحد ماشي في الصحرا لقى مصباح علاء الدين..دعكه..طلع له الجني ..قاله شبيك لبيك أمرك بين ايديكت،الراجل ما صدقتش عينيه و راح طالب مليون جنيه..راح الجني مديله نص مليون..قاله طب و فين النص التاني إنت حتخنصر من أولها،الجني رد عليه و قال له أصل الحكومه مشاركه في المصباح فيفتي فيفتي))ـ ثم انفجر ضاحكا

أضحكتني ضحكته أكثر من نكتته

السائق : انت عارف ان الحكومه فعلا بتاخذ نص مكسبنا؟

انا : إزاي ؟

السائق : عن طريق التقليب..كل شوية يطلعوا لنا في حدوتة جديده..بس بصراحة احلى واحدة بتاعة الحزام

.

انا : ماله الحزام؟

السائق : الحزام ده نكته..و نكتة بايخه و سكتها الوحيده التقليب..جزام للسواق و اللي قاعد جنبه زي بلاد بره ولاد الـ...ـ و الاغلبية في البلد دي بتمشي بالكتير على 30 كيلومتر في الساعه بس تقول سعادتك ايه بقى .. بيزنس

فجأة قالوا كده لازم تركب حزام و المخالفه بخمسين جنيه و راحت نزلت حزمة نار،الحزام ما يقلش عن ميتين جنيه..طبعا سبوبة داخل فيها ناس كبار..كبار قوي،تصور حضرتك فيه كام تاكسي في مصر و فيه كام عربية في مصر ماشيه و ما فيهاش حزام..عد إنت بقى..شغل بالملايين يا باشا،شغل على ميه بيضه

أنا : الحزام اجباري في كل حته في العالم..حزام امان لازم يتركب

السائق : عالم ايه و زفت اي،دي حكومه بنت ...ـ انت عارف ان الحزام قبلها على طول كان بيعتبر كماليات،يعني كان في الجمرك زيادات لازم تدفع عليها جمرك زياده،انا كنت مدخل عربية تويوتا من السعوديه و اضطريت اقطع الحزام بإيديا و أشيل التكييف عشان ما ادفعش عليهم جمرك كماليات..مفيش بعدها بكام شهر الحزام بقى اجباري يعني من كماليات و زيادات لإجباري عدل..تقول ايه..حرينا اشترينا حزمه و عملوا علينا شغل تمام

.

الحكايه كلها بيزنس في بيزنس،الكبار قوي استوردوا الحزمه و باعوها و كسبوا ملايين،و الداخليه اشتغلت مخالفات الله ينور و لموا ملايين،و العساكر الغلابة بتوع الشارع يوقفوك و يقولك الحزام يا بن الكلب و ينوبه خمسه جنيه و لو وقفك و معاه ضابط حينوبه عشرين..يعني الكل مستفيد

.

و بعد كده عايز اقولك حاجه..انت اكيد عارف ان الحام ده اصلا كدب في كدب، الكل عارف ان الحزام ده ديكور يعنيبنركبه أوطنه،بص

و رفع السائق أمامي الحزام لكي يريني انه ليس مربوطا

و الضابط لو وقفك بيبص على الحزام و هو عارف كويس قوي انه ديكور..الجزام ده لازم أما تدوس على الفرامل يشد معاك،أما عربياتنا فلما بتضرب فرامل..الحزام يفك معاك

(يضحك بصوت عال)ـ

إحنا عايشين في كدبه و مصدقينها..و الحكومه دورها الوحيد إنها تراقب إن احنا مصدقين الكدبه و لا لأ.؟

تعليقي : تذكرون سالفة طفاية الحريق مالت الداخليه.؟

تحياتي.